إلا الثناءَ.. فإنه لك باقِ!! - 13 ديسمبر 2022
2023-01-12 361
إن الإنسان يُولد في هذه الحياة، ويقضي فيها عمراً، ثم يُغادرها؛ لأن الله عز وجل لم يكتب الخلود لبني الإنسان، بل جعل لهم أعماراً وآجالاً تطول وتقصر، ولكنها تُفنَى في النهاية وتنقضي.
قال تعالى: (كل نفس ذائقة الْمَوْتِ ثُم إِلْينا تُرْجَعُون).. (العنكبوت: 57)، وإنما الذي يبقى من الإنسان بعد رحيله، عمله وذكره.
يبقى له العمل الذي تثقل به موازينه، ويستمر به عداد الحسنات في الحساب، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).
عن سعيد بن العاص أنه قال: يا بني، المكارم لو كانت سهلة يسيرة لسابقكم إليها اللئام، ولكنها كريهة مرة لا يصبر عليها إلا من عرف فضلها، ورجا ثوابها.
ويبقى للإنسان أيضا الذكر الحسن، الذي تلهج به الألسنة وتُردِّده القلوب.
وقد أحسن أمير الشعراء شوقي حين أطلق حكمته البليغة:
وخذ لك زادين من سيرة
ومن عـمـل صالح يدخر
وكن رجلا إن أتـوا بعده
يقولون مـر وهـذا الأثـر
قال الأصمعي: كان أشياخنا يقولون:
عاشروا الناس بخُلقٍ حسن، ثم أنشأ يقول:
كل الأمور تزول عنك وتنقضي
إلا الثـــنـــاء فــــإنــه لك بــــاق
ولو أننـي خـــيرت كل فضـــيلة
ما أخترت غـير مكارم الأخلاق
والناظر في السير والتواريخ لا يجد أجدر بحمل هاتين الفضيلتين:
فضيلة استمرار العمل، وبقاء الذكر.